تُمارَس الرياضة المدرسية أو مادة التربية البدنية في مدارسنا في ظروف غير ملائمة تماما، نظرا لعدم توفر مساحات منجزة وفقا للمعايير المطلوبة،
بما تسمح بممارسة النشاط البدني دون التعرّض لحوادث قد تؤذي التلاميذ، أو تعرّضهم لمخاطر كبرى أو عاهات مستديمة مدى الحياة. وتتطلب ممارسة الرياضة توفير مساحات خاصة ومؤمنة، باعتبار أن الحركة الرياضية تنطلق من المدرسة. ورغم أن الدولة سطرت سياسة خاصة لبعث النشاط البدني في المدارس، إلا أنها، حسب ذوي الاختصاص، لم توفر الإمكانيات اللازمة لترقية مستوى هذا النشاط وتأمين صحة المتمدرسين.
يضطر تلاميذ الأطوار الثلاثة في بلادنا إلى ممارسة النشاط الرياضي في ساحة المدرسة، التي يتم إنجازها عادة بالإسمنت أو الزفت، ما يشكل خطورة على صحة التلاميذ، خاصة بعد تعرّضهم لحوادث سقوط تتسبّب في تدهور حالتهم.
وتثير الأوضاع التي يمارس فيها التلاميذ الرياضة استياء الأولياء والطاقم التربوي، حسبما لمسناه في جولة ببعض المؤسسات بالعاصمة، نظرا لانعدام الشروط اللازمة لممارستها، خاصة أن المدارس لا تتوفر على غرف تبديل الملابس، ما يضطر التلاميذ إلى تغيير ملابسهم داخل الأقسام أو تغييرها في منازلهم، فيكونون ملزمين بحضور دروسهم باللباس الرياضي، فيما اشتكى آخرون، على غرار ''وليد''، من عدم توفر دورات المياه الخاصة التي تمكّنهم من الاغتسال بعد أداء النشاط البدني، والتخلص من رائحة العرق والتعب بعد ممارسة الرياضة، وهو ما يضطرهم على غسل رؤوسهم بالماء البارد للانتعاش. وغالبا ما لا تأخذ المساحات المخصصة للرياضة المدرسية شكل الملعب، حيث تكون ساحات مخصصة لفترات الراحة.
ورغم الاعتماد على معلمي التربية البدنية في عديد المدارس بالبلاد خلال السنوات الأخيرة، إلا أن هذا الجهد لم يصاحبه تأهيل المدارس الابتدائية بأرضيات وتجهيزات ملائمة، فأغلبها أرضية إسمنتية أو ساحات ترابية، تكثـر فيها الحجارة والحصى، فيما تحتاج أخرى إلى الصيانة نظرا لكثـرة الأعشاب بها.
وأكثـر ما زاد من استياء التلاميذ وأوليائهم برمجة حصص رياضية في الفترة الدراسية الصباحية، ما يتسبّب في إرهاق المتمدرسين، ويجعل عملية استيعاب الدروس بعد ساعتين من النشاط جد صعبة، خاصة في ظل أحوال جوية حارّة، حسبما أكده بعض الأساتذة في لقائهم بـ''الخبر''، وهو ما يجعل العودة إلى القسم برائحة العرق والحرارة والإرهاق أمرا شاقا، ناهيك عن الحالة النفسية للتلاميذ التي لا تكون مهيّأة للعودة إلى حجرة الدرس بعد ساعتين كاملتين من النشاط. - See more at:
http://www.elkhabar.com/ar/nas/302456.html#sthash.eON0GfEF.dpuf