بلماضي في قطر..من يتبعه في الجزائر ؟

بلماضي في قطر..من يتبعه في الجزائر ؟

المنتخبات للمدربين الوطنيين وتدريب الأندية مفتوح للجميع قاعدة ذهبية قررها المسؤولون في البرازيل.. وتحوّلت إلى عقيدة كروية، لا يمكن لأي مسؤول في اتحاد الكرة أو حتى في وزارة الرياضة البرازيلية تغييرها. والنتائج أن البرازيل هي أكثر دول العالم تتويجا بكأس العالم.. بل والأكثر جذبا للمحبين من جنسيات أخرى رغم أن مسابقتها المحلية لا تلفت الأنظار.

القاعدة البرازيلية تشير إلى أن تدريب المنتخب في الدول الكبرى والناضجة كرويا يجب أن يقتصر على المدربين الوطنيين "إذا توافر للبلد الشخص المناسب".. ولا مانع من استيراد عشرات المدربين لتتولى مهام الأندية المحلية.

بالطبع تلك القاعدة ليست ميثاقا ولا دستورا ولا أمرا حتميا أو مسلما.. وهي وجهة نظر محترمة يمكن اتباعها وتقليدها أو تغييرها وتعديلها.. ولدينا نماذج كثيرة على نجاحها، كما أننا نمتلك نماذج أخرى تشير إلى نجاح مدربين أجانب مع منتخبات كبيرة.. ولكن نجاح المدرب الوطني يمثل فخرا من نوع خاص للبلد وجمهوره وتاريخه.

التاريخ "وهو لا يكذّب أبدا" يشير إلى أن كل المدربين الذين أحرزوا مع منتخباتهم لقب كأس العالم، كانوا من الوطنيين (آخرهم الإسباني ديل بوسكي في 2010 والإيطالي مارشيلو ليبي في 2006 والبرازيلي فيلبي سكولاري في 2002 والفرنسي ايميه جاكيه في1998 والبرازيلي كارلوس بيريرا في 1994 والألماني فرانز بيكنباور في 1990 والأرجنتيني كارلوس بيلاردو في 1986 والإيطالي إنزو بيرزوت في 1982 والأرجنتيني سيزار مينوتي في 1978 والألماني هيلموت شون في 1974 والبرازيلي ماريو زاجالو في 1970 والإنجليزي ألف رامزي في 1966 والبرازيلي ايمور موريرا في 1962 والبرازيلي فيسينتي فيولا في 1958 والألماني سيب هيربيرجر في 1954 والأوروجواني خوان لوبيز في 1950 والإيطالي فيتوريو بيتسو في دورتي 1934 و1938 والأوروجواني البرتو سويسي في المسابقة الإفتتاحية عام 1930).. السجل الفاخر لأبطال المدربين يشمل المحليين بنسبة نجاح مائة بالمائة يحمل في طياته مضمونا ورسالة يجب استيعابها.. كما أن كل إنجازات الكرة الجزائرية وأبرزها في مونديال 1982 في إسبانيا كانت مع المدربين الوطنيين رشيد مخلوفي ومحي الدين خالف.. وتوالت الانجازات في المونديال مع رابح سعدان.. ولا ينسى أي جزائري عاشق لكرة القدم الإنجاز الفريد لشيخ المدربين الراحل عبد الحميد كرمالي مع تتويج المنتخب الأخضر وسط أنصاره باللقب الإفريقي لكأس الأمم عام 1990.. وهو الأمر الذي لم يصل إليه العديد من المدربين الأجانب الذين قادوا منتخب الجزائر في نهائيات كأس الأمم.

وإذا كان الرباعي مخلوفي وخالف وسعدان وكرمالي (وهم يمثلون رموزا في تاريخ الكرة الجزائرية والإفريقية) قد غابوا الآن عن ساحة التدريب دون أن يظهر خلفاء لهم في الميدان.. فلا بديل عن العمل الجاد والممنهج لتقديم خلفاء لهم في الميدان.. ولعل اختيار المدرب الجزائري جمال بلماضي، مديرا فنيا لمنتخب قطر بعد أن نجح في قيادة منتخبها الأولمبي للفوز بكأس دول غرب آسيا، يشكل مصدر فخر لأنه المدرب الجزائري الوحيد في العالم الذي يتولى تدريب أحد المنتخبات العربية التي لها رصيد كروي وتطمح للتألق عالميا، والأمر يستوجب أن ينحصر تفكير محمد روراوة ورفاقه في اتحاد الكرة من الآن في البحث عن مدير فني وطني لخلافة المدرب البوسني خاليلوزيتش في قيادة الخضر في تصفيات ونهائيات كأس الأمم الإفريقية المقبلة 2015 في المغرب.. ولعل الاتجاه لتعيين المدرب المخضرم رابح سعدان في منصب المدير الفني لاتحاد الكرة بداية موفقة للاعتناء بالمدرب الوطني وفتح آفاق واسعة أمامه.

المؤكد أن لدى الجزائر الآن عدد غير قليل من المدربين الوطنيين الأكفاء الذين نجحوا مع أنديتهم سواء في المسابقات المحلية أو في أعمالهم خارجيا مثل بلماضي.. ولا نريد أن نذكر مدربا أو مدربين بالاسم.. ولكن الساحة غنية والأكفاء كثيرون.

وحتى ندعم فكرتنا، تعالوا نتابع إنجازات منتخب مصر الأخيرة في كأس العالم وكأس الأمم الإفريقية، وكلها كانت مع مدربين وطنيين.. وقاد محمود الجوهري منتخب مصر إلى نهائيات كأس العالم 1990 في إيطاليا، وأعقبها بالفوز بكأس الأمم الإفريقية 1998 في بوركينا فاسو.. ونجح حسن شحاته في تتويج قياسي فريد بإحراز كأس الأمم لثلاث مرات متتالية أعوام 2006 في مصر و2008 في غانا و2010 في أنغولا.
.
.
.
.
الدكتور علاء صادق
2014/03/18 الشروق الرياضي