بسم الله الرحمن الرحيم {ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم}.
السلوك العدواني للتلاميذ في حصة التربية البدنية والرياضية وطرق معالجته:
لقد نالت إشكالية السلوك العدواني من خلال أبعاده (الجسدي، اللفظي) وانتشاره في حصة التربية البدنية والرياضية اهتماما كبيرا من قبل العديد من الباحثين وهذا نظرا لخطورة الظاهرة وارتباطها بكثير من المتغيرات ذات الصلة بنمو شخصية الفرد اجتماعيا ونفسيا.
التعريف النفسي للعدوان:
هو سلوك غير اجتماعي أي الرغبة في الاعتداء على الآخرين أو ايذائهم أو الاستخفاف بهم أو السخرية منهم أو اغاظتهم بشكل ماكر بغرض انزال عقوبة بهم، والخطأ الشائع استخدام مفهوم العنف والعدوان بوصفهما مترادفين لكن التصور الأقرب إلى الدقة هو أن العنف شكل من أشكال العدواني لأنه يقتصر على الجانب المادي المباشر لأن ما هو عدوان لا يعتبر عنفا فعلى سبيل المثال إطلاق اشاعات شائعات تسيئ لسمعة الطرف الآخر من قبل العدوان الغير مباشر ولكنه لا يعتبر عنفا.
ولعل من أهم الأسباب التي تؤدي الى تزايد السلوك العدواني:
أ. أسباب عامة:
1. المجتمع المبني على السلطة الأبوية حيث أن الانسان يكون عدوانيا عندما يتواجد في مجتمع يعتبر العدوان سلوكا مسموحا ومتفقا عليه.
2. المراهقة وهي من أهم المراحل العمرية لبروز هذه الظاهرة ،ولعل من الأمور التي زادت السلوك العدواني عند المراهقين بالإضافة إلى التنشئة الاجتماعية للفرد هي الظروف الراهنة في ظل التحولات الاجتماعية والاقتصادية والإحباط والتقليد وكذا التأثير الكبير لوسائل الإعلام.
3. الإحباط حيث يلعب دورا هاما في العدوان, فهو يستثير الغضب أو العنف ويتيح حالة من الاستعداد للقيام بسلوك عدواني كما أن مستوى الغضب أو العنف الناتج عن الإحباط يتأثر بقوة الدافع من حيث شدة الرضا الناتج عن تحقيق المكسب أو اليأس الناتج عن الخسارة.
ب. أسباب خاصة:
1. من الملاحظ أن التلاميذ في حالة الأفواج المكتظة أكثر عدوانا من التلاميذ في الأفواج غير المكتظة ويرجع هذا الفرق حسب رأينا إلى صعوبة تحكم الأستاذ في الفوج وبذلك يختل النظام وينعدم التفاعل بين الأستاذ والتلميذ وهذا ما يؤدي إلى سوء العلاقة بينهما.
2. العقاب الجسدي والنفسي من طرف مدرسي التربية البدنية والرياضية.
الخلاصة:
إن التربية البدنية الرياضية هي مادة أكاديمية وهي ذات أهمية كبيرة لما تكتسيه من فوائد نفسية واجتماعية وتعليمية فهي تلعب دورا كبيرا في معالجة السلوك العدواني خاصة للمراهق حيث تساعده على اجتياز فترة المراهقة في أحسن وجه وهذا لما تتميز به من خصائص أهمها إشباع رغبات وحاجات المراهق والتقليل من آثار الإحباط.
ونجدها تساعد على اكتساب العديد من المهارات البدنية والاجتماعية حيث تجعل التلميذ أكثر تحكما في انفعالاته وفي السيطرة على أعصابه كما أنها تمثل فضاء واسع للتلميذ المراهق لملء الفراغ والحفاظ على الصحة الجيدة وتفادي الانحرافات الأخلاقية وتفريغ الطاقة الزائدة والابتعاد عن الغضب والتهور، اضافة إلى أنها تؤثر إيجابا على العلاقات العامة حيث أن العنف والعدوان ليس فقط في الوسط المدرسي إنما هي ظاهرة اجتماعية يتغذى بها التلميذ المراهق من المجتمع تحت تأثير قوى غريزية داخلية وقوى تأثير خارجية كوسائل الإعلام المختلفة.
التوصيات:
1. توفير الحيز الملائم لممارسة الرياضة داخل المدرسة وكذا الوسائل الممكنة كي يتسنى للتلميذ تفريغ المكبوتات وكذا التخلص من الضغوطات النفسية داخل الحصة بصورة منظمة دون عراقيل تزيد في حدتها.
2. جعل حصة التربية البدنية الرياضية متنفسا لسلوكهم العدواني ولا يأتي ذلك إلا بدمج التلاميذ (ذكور- إناث) في جمعيات رياضية حتى ينقص الضغط على الحصة.
3. إعداد برامج تخص الأنشطة الرياضية من طرف مختصين في الميدان تستمد مبادئها وأسسها من العلوم المتصلة بطبيعة نمو المراهق تهدف إلى خفض السلوك العدواني والتوترات النفسية والاضطرابات السلوكية.
4. تكثيف النشاطات الرياضية والدورات التي تتم بين الأقسام من قبل الأستاذ وتشمل المنافسة بين مختلف التلاميذ مع تكريم الفرق التي تتمتع بالروح الرياضية.
5. علاج مشاكل المراهق برفق سواء بالتوجيه والارشاد أو عرضه على العلاج النفسي المعرفي، فمفتاح الصحة النفسية هو أن يعرف الانسان مشكلاتها ويحددها ويدرسها ويفسرها ويضبطها ويعالجها فهو بهذا يحولها من مشكلات تسيطر عليه إلى مشكلات يسيطر عليها.
6. تعليمه مهارات اجتماعية جديدة بدلا من سلوك غير مرغوب فيه.
7. تنمية إحساسه بحاجته للآخرين وزيادة فهمه لهم.